«هيك الدنيا أحلا » - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


«هيك الدنيا أحلا »
إيتاليكا (اسم مستعار الاسم الحقيقي محفوظ لدى موقع جولاني)
08\08\2008
في كل يوم من كل عام، نجد مناسبة ما.. تخص شخصاً ما، مجموعةً ما أو ربما مجتمعاً ما..
حتى أننا لانشغالنا الدائم بالعمل والبحث عن الفرص من أجل مستقبل ماديّ أفضل، لم نعد نمتلك وقتاً للحب، ولم يعد بمقدورنا توزيع مخزون الحب المتبقي لدينا يساراً ويميناً دون حساب، فقد يصبح للحب ثمناً أيضاً... فرأينا الحل بأن نجعل من الحب عيداً، يتكرر علينا مرة كل عام، دون الإفراط في توزيعه على مدار العام، رغم أنني على ثقة أنه لكل زوج من العشاق عيد حب خاص فيهم، يحتفلون فيه وحدهم دون أن يضطروا لمشاركة الجميع فيه.
لكن، بما أن الحب اليوم قد أصبح قطعة نادرة، تصلح أن توضع في متحف قومي أو حتى عالمي، لأنني أرى أنه يتوجب من جمعية الحفاظ عن البيئة البحث في الموضوع للحفاظ على ما تبقى من "حب"،لأنه أصبح مهدداً فعلاً بالانقراض..
إذا لا بأس من وضع يوم خاص فيه ليبقى خالداً، يذكرنا أنه في يوم ما،من زمن ما، كان هناك شيء ما اسمه حب.
وكذلك لقلة المناسبات العامة وابتعادنا عن الأعياد الوطنية ببعدنا عن الوطن، أصبح لدينا نقص كبير في عدد الأعياد، في حين أن لباقي المجتمعات أعياد لا تحص بالمقارنة معنا، فقررنا باجتماع طارئ لست أدري في أي زمان كان، أنه يتوجب علينا إضافة عيد آخر لمجموعتنا المختزلة، فقررنا بالإجماع أنه في الأول من أبريل من كل عام سنحتفل جميعاً بعيد جديد نسميه يوم الكذب العالمي.
وصرنا نهيئ الكذبة.. عفواً إنه يوم الكذب!! كذبة واحدة لا تكفي.. صرنا نهيئ "الكذبات"، نتدرب عليها ونتقنها جيدا قبل موعد العيد بأيام.
لا أدري لماذا يصر العالم أن يخصص يوماً للكذب، في حين أننا نمارس الكذب باستمرار دون تعب أو حتى ملل. نمارسه أمام الصغار والكبار. أثناء حاجتنا إليه أو حتى غيابها. وصرنا نطلق بين الكذبة والكذبة كذبة أخرى بمفعول أقوى، حتى أننا أصبحنا نتقن الكذب ونحفظه غيباً، دون مجال للخطأ. ولم نعد قادرين على التفوه بجملة واحدة خالية تماماَ من الكذب.
أصبح الكذب عادتنا.. نمارسها صباحاً ومساءاً وحتى بين الوجبات...
وتواجهني الأسئلة مرة أخرى:
لماذا نبحث دائما في الدفاتر السيئة، بينما يمكننا أن نواصل حياتنا بعيداً عنها؟
لماذا نحتفل بعيد الكذب أثناء غياب الصدق عنا؟
لماذا لا نجعل عيداً خاصاً للأشياء التي نفتقدها حقاً والتي أصبحت في طيات النسيان؟

فكرت كثيراً قبل أن أكتب، فكرت أكثر قبل أن أنشر.. لماذا؟
لماذا لا نقرر اليوم وبالإجماع أن نحول هذا العيد السخيف إلى عيد أجمل بكثير.. إلى عيدٍ نسميه عيد الصدق.. ونحاول قدر الإمكان أن نمارس الصدق ليوم واحد على الأقل في السنة.. دون أن نسمح للكذب باقتحامه؟!
ربما هو أمر صعب، لكنني على يقين أنه ليس مستحيلاً، وبإمكاننا تخطيه بأمان.
عندي فكرة صغيرة قد تساعدنا. فلنحاول في أحد الأيام التي تسبق يوم الصدق أن يكون لنا ساعة صمت كاملة. نستطيع من خلالها السيطرة على لساننا وبالتالي أعصابنا. ولا ننسى أن الصمت - ليس دائما - لكن غالباً يكون حلاً أفضل من الكلام.

فلتأخذوا فكرتي السخيفة هذه بعين الاعتبار، ولتحاولوا معي لنحوّل عالمنا الصغير هذا إلى عالم أفضل وبأقل سيئات ممكنة، علنا ننجح في تطوير المجتمع من أجل أطفالنا.

عقب على المادة

لا توجد تعقيبات حاليا